“الحركة بركة: رحلتي للتقدم”
في عالم يبدو غالبا منقسما إلى ثلاث حالات ــ الركود، والتأخير، والتقدم ــ أدركت أن هناك حالتين حقيقيتين فقط: التأخير والتقدم. الثبات محفوظ لقوة أعلى، فالثبات صفة من صفات الله تعالى، والأمر متروك لنا لاختيار طريقنا. لقد كان هذا الإدراك هو حجر الزاوية في رحلتي، وهي رحلة مليئة بالدروس والمرونة والتصميم الذي لا يتزعزع.
هل سبق لك أن شعرت بأنك عالق، واقفًا بينما يستمر العالم من حولك في التطور؟
إنه شعور بالتخلف عن الركب، مثل مشاهدة سباق يجري أمام عينيك، غير قادر على التحرك بينما يتقدم الآخرون للأمام. لقد تعلمت أن هذه حالة خطيرة، يمكن أن تؤدي إلى الركود وضياع الفرص.
يمكن أن تكون تجربة أشياء جديدة والخروج من منطقة الراحة الخاصة بك أداة قوية للنمو الشخصي. من خلال استكشاف الإمكانيات من حولك والحلم الكبير، يمكنك التغلب على العقبات وإيجاد حلول لأزمات الحياة.
تذكر أن طلب المساعدة والدعم عند الحاجة هو علامة قوة وليس ضعف. استمر في المضي قدمًا ولا تتخلى أبدًا عن أحلامك.
في السطور التالية، سأخبرك ببعض أجزاء حياتي التي منحتني الكثير من الخبرة والشجاعة لمواصلة المضي قدمًا.
يعتقد الكثير منا أن هناك ثلاث حالات في عالمنا، هي حالة البقاء على نفس المستوى، وحالة التخلف، دعوني أشرح لكم هذه الفكرة بالتفصيل. إذا لم تتقدم، فأنت تتخلف لأن الآخرين يتقدمون. إذا كنت متخلفًا عن الركب، فهذا يشبه سباق الجري. إذا انطلقت صافرة الحكم في بداية المنافسة ولم تتحرك، والآخرون يتحركون، حتى لو كانوا يتحركون ببطء، فهم يتقدمون وأنت تتأخر. ولهذا لا أنصح أحداً بالبقاء في حالة صمت وعدم محاولة القيام بأي شيء مهما كان. الظروف المحيطة به تشبه الآلة. لنفترض مثلا أن لدينا آلة توقفت لبعض الوقت ثم تم تشغيلها بعد هذه الفترة. واحتمالية أكثر من 90% أنها لن تعمل ويجب صيانتها وتغيير قطع الغيار. وحتى بعد كل هذه الصيانة والتغيير، أثبتت الدراسات أنه لا يعمل. إنه يعطي نفس القدر من القوة التي تم تصميمه من أجلها. هذا إنسان، تمامًا مثل هذه الآلة. إذا لم تستخدم عقلك وتدخل في مجالات جديدة ومتعددة، حتى لو لم تكن لديك القدرة المالية، فإنك تفقد قدرتك على التفكير ولا تواكب التقدم. لذلك أنصحك ألا تبقى ساكناً في محاولة التقدم، حتى لو كان التقدم بسيطاً، ولكن في يوم من الأيام، حاول التقدم. لا تترك نفسك فريسة للاكتئاب ودائرة الإمكانيات والإمكانيات المالية المحيطة بك بل تحرك.
الكثير من هذه القوة جاءت من والدتي، التي شجعتني بشكل غير مباشر من خلال التأكيد على أهمية تقديم مشاريع مدروسة. أدركت أن الدراسة وحدها لا تكفي، ودفعني إصرارها المتكرر إلى تحسين أفكاري وخططي.
ومرت فترة وكنت بلا عمل، ولكني كنت أذهب كل يوم إلى مكان جديد لدراسة مشروع جديد، حتى لو لم يكن لدي المال لشراء تذكرة الحافلة، فأمشي أكثر من عشرين كيلومترًا يوميًا. عدم اليأس، والتعلم من الآخرين، واكتشاف أماكن جديدة، واستمريت على هذه الحالة لأكثر من ثلاث سنوات دون كلل أو ملل. ولن أخفي عليك سرًا أنني كنت في بعض الأحيان أشعر بنوع من الإحباط، لكني سرعان ما استعدت طاقتي وبدأت من جديد.
وهذا الفضل يعود إلى والدتي التي كانت تشجعني بشكل غير مباشر، حيث كانت تخبرني أن لديها من يريد أن أشارك في أي مشروع سأقدم له دراسة جيدة تثبت نجاح هذا المشروع ويمكنه أحقق أرباحاً، وطبعاً كلما أقدم لها مشروعاً تأخذه مني، وبعد أيام قليلة تقول لي: لا، الموالين غير مقتنعين بالمشروع، لأن الدراسة لا تكفي، وأنا أكرر وأكرر، وأكرر، وأكرر». لكن بعد مرور بعض الوقت، وبعد عودتي إلى العمل، لن أخفي عليكم سر كيف كانت هذه الفترة فترة مفيدة جدًا بالنسبة لي، حيث اكتشفت أماكن لم يسبق لي زيارتها من قبل. الأماكن التي يمكنني الحصول فيها على السلع والخدمات بأسعار مكنتني من المنافسة، وكانت إحدى ركائز تميز شريكي بعد ذلك، ولا تزال كذلك حتى يومنا هذا. أنا أستفيد من هذه التجربة، لذا أنصح الجميع باكتشاف كل الإمكانيات من حولك. لا تدع عقبة المال تمنعك. اكتشف واجعل عقلك يعمل ويحلم. لا تتوقف عن الحلم. لا تجعل أحلامك صغيرة، بل اجعل أحلامك كبيرة، أكبر مما تتخيل، وفي نفس الوقت عش في الواقع، وبطريقة أو بأخرى ستجد حلولاً لأزماتك، وفي النهاية سيحقق النجاح. يكون حليفك.
ورسالتي إليكم أيها المتابعين الأعزاء واضحة: لا تثنكم القيود المالية أو معوقات الحياة. استكشف محيطك، واجعل عقلك يعمل، وحقق أحلامًا كبيرة. أثناء الحلم، ضع قدمك على أرض الواقع، فهنا ستجد الحلول لأزماتك. سوف يصبح النجاح حليفك في رحلتك نحو التقدم، تماماً كما أصبح حليفتي.
بقلم مصطفى المصري
اقرأ عن سبب حاجتك لمستشار أعمال!