السياسة و عالم الاعمال

السياسة و عالم الاعمال

السياسة و عالم الاعمال!
السياسة جزء لا يتجزأ من الاقتصاد. لماذا يجب أن نكون على دراية كاملة بجميع التطورات السياسية، بشرط ألا نصبح سياسيين حتى لا تؤثر على سير أعمالنا؟

هذا سؤال قد يطرحه العديد من رواد الأعمال وأصحاب الأعمال على أنفسهم، خاصة في أوقات عدم اليقين السياسي والاضطرابات. قد يعتقد البعض أن السياسة لا علاقة لها بأعمالهم، أو أنها معقدة للغاية ولا يمكن التنبؤ بها. وقد يفضل آخرون التركيز على كفاءاتهم الأساسية وترك السياسة للخبراء. ومع ذلك، في هذا المقال، سأزعم أن السياسة ليست ذات صلة فحسب، بل إنها ضرورية لأي شركة تعمل في اقتصاد السوق. وسأقدم أيضًا بعض النصائح حول كيفية البقاء على اطلاع بالقضايا السياسية والتفاعل معها، دون المساس بأخلاقيات عملك أو قيمك.

بداية، ما هي السياسة؟ السياسة هي عملية اتخاذ القرارات الجماعية التي تؤثر على حياة الناس في المجتمع. تتضمن السياسة تخصيص الموارد، وتوزيع السلطة، وتنظيم السلوك، وحل النزاعات. تشكل السياسة القوانين والسياسات والمؤسسات والأعراف التي تحكم النشاط الاقتصادي للبلد. تؤثر السياسة أيضًا على ثقافة المجتمع وقيمه ومعتقداته، مما يؤثر بدوره على تفضيلات وسلوك المستهلكين والمنتجين.

ولذلك فإن السياسة لها تأثير مباشر على الاقتصاد، والعكس صحيح. فالاقتصاد ليس مجالاً منفصلاً يعمل بشكل مستقل عن السياسة. بل إن الاقتصاد جزء لا يتجزأ من نظام سياسي يحدد قواعده ونتائجه. على سبيل المثال، تؤثر السياسة على الاقتصاد من خلال:

وضع السياسات المالية والنقدية المؤثرة على مستوى التضخم وأسعار الفائدة والضرائب والإنفاق والديون.
وضع السياسات التجارية التي تحدد مستوى الانفتاح والحمائية والتعريفات الجمركية والحصص والعقوبات.
وضع السياسات التنظيمية التي تحدد مستوى المنافسة والابتكار وحماية المستهلك وحماية البيئة وحقوق العمال وحوكمة الشركات.
صياغة السياسات الاجتماعية التي تؤثر على مستوى التعليم والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي والرفاهية وعدم المساواة.
صياغة السياسات الخارجية المؤثرة على مستوى الدبلوماسية والتعاون والصراع والأمن.

هذه مجرد بعض الأمثلة على كيفية تأثير السياسة على الاقتصاد على مستويات مختلفة: الاقتصاد الكلي، والقطاعي، والإقليمي، والعالمي. يمكن أن يكون تأثير السياسة على الاقتصاد إيجابيًا أو سلبيًا، اعتمادًا على جودة وفعالية المؤسسات والجهات الفاعلة السياسية. ويمكن للحكم الرشيد أن يعزز النمو الاقتصادي، والاستقرار، والكفاءة، والمساواة، والاستدامة. ومن الممكن أن يؤدي الحكم السيئ إلى إعاقة التنمية الاقتصادية، وخلق حالة من عدم الاستقرار، وعدم الكفاءة، والظلم، وعدم الاستدامة.

باعتبارك صاحب عمل أو رجل أعمال، لا يمكنك تجاهل السياسة أو تجنبها. تؤثر السياسة على عملك بعدة طرق: فهي تحدد تكاليفك وإيراداتك؛ يخلق الفرص والتهديدات. فهو يشكل ميزتك التنافسية ومكانتك في السوق؛ يؤثر على احتياجات عملائك وتفضيلاتهم؛ فهو يؤثر على تحفيز موظفيك وإنتاجيتهم؛ فهو يؤثر على سمعتك ومسؤوليتك الاجتماعية. باختصار، تؤثر السياسة على النتيجة النهائية.

لذلك، يجب أن تكون على دراية تامة بجميع التطورات السياسية التي تتعلق بعملك. يجب عليك مراقبة البيئة السياسية على مختلف المستويات: المحلية و الدولية حيث ان العالم اصبح اصغر مما تتخيل.

بقلم مصطفى المصري
اقرأ عن سبب حاجتك لمستشار أعمال!

لا تتردد في الاتصال بي عبر لينكدين.

المجموعة الكاملة: المشاركة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *